Friday, July 20, 2012

حسن وفريدة ..............قصة قصيرة


حسن وفريدة
كان الوحيد بين اقرانه الذى يملك صفات مميزة عمن يسكنون هذا المنزل الصغير فى هذه البلدة البعيدة النائية فى ضواحى مطروح كان اسمه حسن يخرج كل يوم صباحا ليبحث عن كراته الصغيرة التى يصنعها كل يوم من الطين ويضعها فى الشمس ليجدها جافة فى اليوم التالى ويجلس على المكان الذى استراح فيه دوما وهو المصطبة  الموضوعة امام المنزل بينما يجد امه تناجى الجاموسة التى تعيش معها وتعاشرها منذ عشر سنين  وتملاالمنزل منذ زمن بعيد  يستيقظ حسن صباح هذا اليوم وكان يساوره شعورا غريبا  حيال كراته التى وضعها بجانب المصطبة لكى تجف ,, كان يخشى عليها ,,كان يحلم ان يجدها فى مكانها ,,كان قلبه ينبض بشدة ولا يدرى هل هذا الم ام  انه رجفة بعد النوم ام تراه شئ بخصوص كراته التى قد تكون ضاعت او كسرتها فريدة,,تلك البنت الصغيرة المجعدة الشعور الضاحكة دوما الحالمة دوما ,,كانت تغظه دوما بتعبيراتها المجازية التى تؤثر عليه مع انه تعود عليها واحبها واحب من يقولها ,,كانت فريدة بارعة فى الرسم على الحائط باي الادوات وباقل الامكانيات وبشتى الطرق كانت ترسم,,كانت ترسم الشجار,, ترسم الطيور ,,ترسم الاطفال,,ترسم النساء,,تحاول ان تصور هذا العالم اللامتناهى حولها المحدود فى عقلها ,,كانت ترسم ولا تدرى ما تريد وما يصوره هذا الرسم,,مازالت فريدة ترسم وترسم  وتغيظ حسن قائلة (العب بالطين ايها الصبى وانظر الى الفنانة ترسم كراتك الطينية)  كان حسن يغتاظ من هذه الكلمات كيف تصوره فريدة بالصبى وهما فى نفس السن ,,كيف تعيب عليه اللعب بالطين وهى تلعب بالحجارة التى ترسم بها,,ازاح حسن غطاءه عنه وفتح عيناه  ومازال قلبه ينبض وينبض,, وهو لا يريد الحركة ولا يريد الخروج,,مما يخاف ايخاف من المواجهة بينه وبين فريدة ,,ايخاف على كراته الطينية ,,لازال حسن يرتجف حتى ازاحت امه الغطاء عنه كليا واوقفته على قدميه حتى يغسل وجهه من جردل المياه الموضوع بجانب الحائط ,,تحذره امه وتقول(يلا يا حسن اغسل وشك واوعى المية تخش البيت )حمل حسن المياه وخرج الى الحوش ليدخل ,,حتى يغسل وجهه..كان وقع المياه على وجهه ككل يوم مياه باردة تتداعى على وجهه البرئ وهو يلعب فى عينيه من اثر النوم ,,غسل حسن وجهه وجفف وجهه بالقماشة التى اعطتها له امه والتى كانت موضوعة على حبل الغسيل لكى تجف,,تقدم حسن بخطواته ليواجه الشبح الذى ايقظه مرعوبا ومازال قلبه يرتجف,,حتى خرج الى النور ولامست قدماه عتبة البيت ..وحينها سمع الصراخ وزاد قلبه نبضا وزادت يداه ارتعاشا وزاد خوفه وتصلبت قدماه على الارض ولا يستطيع الحركة وهو يتمتم فى نفسه قائلا ..لقد جاء الشبح ...لقد جاء...لقد جاء,,لم يدرى حسن حتى الان ما الشبح ولما الصراخ وما النهاية لنبضات قلبه المتسارعة ,,تقدمت خطواته ليرى كراته وهو خائف,,وجدهم حسن فى مكانه وجد كراته الطينية وقد جفت..واصبحت جاهزة ليلعب بها حسن ..زادت الام حسن وكيف لا وهو قد اطمئن على كراته ,,ولكن لما الصراخ وما الامر..الان تظهر الامور الان تتزايد الرعشةويتسارع النبض,,فريدة اين فريدة هكذا يصرخ حسن..ويتساءلاين فتتاته الشقية التى لطالما تشاجرا سويا اين هى وقد كانت تخرج كل يوم قبله دوما لتجمع احجارها التى ترسم بها..هل اصاب فريدة مكروه عساها بخير ولكن جاء الشبح بما يكره حسن..ماتت فريدة قبل ان يراها حسن ,,ماتت قبل ان تغيظه بجملتها المعتادة حول كراته الطينية لم يعرف حسن ما يفعله فى هذا الوقت ..لم يتذكر شئ لم يتذكر الا صوت فريدة تناديه ويشاجره..ولم يتذكر سوى خطواتها وهى تجرى وراءه عندما يمسح جزء من رسمها على الحائط ,,ماتت الحالمة ماتت الضاحكة ,,ماتت فريدة وظهر الشبح للعيان بمصيبته..ماذا يفعل حسن الان ايلعب ..مع من يلعب هل يضحك مع من يضحك مع من يتشاجر لقد ماتت فريدة نعم لقد ماتت فريدة ,,كسر حسن الكرات ومسح الرسومات وقد قاده الجنون الى الياس فتمادى فى التكسر وتمادى فى مسح رسومات فريدةحتى مسح كل شئ مما رسمته فريدة على الحائط ,,وبدا يرسم هو بنفسه بدا يمارس ذلك الفن الذى كانت تهواه فريدة,, تجرا  حسن وجرا نفسه من الخوف وظل يرسم لوحته الاولى حتى اكملها رسم فريدة وهى ترسم كانت لوحة رائعة فى نظره كان منظر جمالى رائع وفريد من نوعه,,وحينها ادرك حسن قيمة الفن الذى كانت تمارسه فريدة,,وحينها ادرك حسن انه خسر الفنانة,, الضاحكة,,الحالمة,,لقد خسر فريدة.........!!!

1 comment:

  1. قصة جميلة لكن حزينة

    ياريت تشيل الكلمة التأكيدية من التعليقات

    ReplyDelete