Monday, November 12, 2012

يوما................. تحرشوا بها!!!!


يوما تحرشوا بها
باعتبار ان ظروفنا وقدرنا هما سببا لذنوبنا فان هذا لا يسقطها عنا ولا يخففها وكذلك فان تبرج الفتاة _وهذا هو مجرد افتراض_ لا يسقط الذنب عن المتحرش ولا يخففه عنه...................!!!!!!!!!!!!!
ما اجمل ان تستيقظ فى يومك وانت فى نشاط كبير ,تبتسم لكل ما تراه,تخالجك الافكار نحو الخيال وترسم لك منظرا بديعيا لما قد يحدث فى يومك هذا,هكذا استيقظت رنا من سباتها وهى فى قمة النشاط ,,خرجت من غرفتها تبحث عن كوب النسكافيه الذى عودها والدها عليه من صغرها ,, لقد علمها اشياء كثيرة وكان يؤثر فيها بشكل كبير ,,""صباحك سكر يا حبيبتى "" هكذا كانت اولى كلمات الاب لابنته وهى لاتزال تفتح عينيها لترى الابتسامة مرسومة على وجه ابيها الذى لطالما عودها على مثل هذه الابتسامة  وهذا الدلال دوما,,""عندك الساعة كام النهاردة"" سالها الاب وهو يناولها الكوب وهى تغطى يديها باطراف الثوب خوفا من سخونة الكوب,,واجابت""الساعة 10 يا بابا"" قبلها قبلة على جبينها وودعها قبل ان يخرج متجها لعمله الذى لطالما عشقه وقلما تجد اليوم شخصا عاشقا لعمله ,, بابا هترجع امتى ""  سالته رنا قبيل خروجه من الباب وارتمت فى حضنه بطريقة فيها كثير من الاشجان _ وان تعودوا على مثل هذه المشاعر بعد وفاة الام ,, زى كل يوم يا حبيبتى"" وقبلها قبلة ثانية ثم خرج,, انقضت الساعة سريعا وفى خلالها كانت رنا قد اكملت تجهيز اغراضها لتذهب الى كليتها ,, كلية الاداب ,, انها تعشق الادب فدائما ما كانت طموحة ان ينشر لها كتاب يوما وان تهديه لابيها ولروح امها,, كانت ولاتزال تحلم ان تعانقها الحياة بفوحها فتعطيها شيئا من احلامها ,, وكانت تسعى جاهدة من اجل تحقيق هذا الحلم,, خرجت رنا من المنزل بعدما صففت شعرها وارتدت ملابسها وحملت حقيبنها وخرجت ,,خرجت متحمسة لمناقشة اليوم ,, فاليوم ستجرى مناقشة لاحدى روائع الادب ورائعة اليوم هى رواية :"مائة عام من العزلة",,ولقد قراتها واثرت فيها كثيرا واضفت على مخيلتها تلك الكلمات التى كانت تعطى الرواية اسلوبا خاصا وتضفى على الاحداث طابعا خاصا ,, انقطع حبل افكارها عندما كانت تعبر الشارع او قل انها هى من قطعته خوفا على حلمها وعلى نفسها,,وراحت تسير وتعبر تلك البيوت وهذه العمارات وتخرج من شارع لتدخل شارعا اخر,,وفى لحظة مفاجئة احست ان هناك من يتعقبها ,, احست ان هناك من ينظم خطواته مع خطواتها حتى يلحق بها ان اسرعت ويبطئ حين تبطئ حتى لا يشعرها بالارتياب ,, اسرعت فجاة وهى تسير بموازاة الرصيف  والتراب يحاوطها من كل جانب ,,وفجاة تخدر جسدها ووقف القلب وللو للحظات ثم عاد ينبض بسرعة البرق,,واحست انها شلت حين لمسها ,, واستدارت لترى المجرم الذى تجرا ان يتحرش بها فى الشارع وفى هذا الوقت من الصباح,,وفى استدارتها كان الخوف قد تملك منها ولم تستطع التفكير فى شئ ,, وناداها بصوت جهور والشارع خالى,,""تعالى يا حلوة معاى _تعالى ابوس الشعر اللى زى سلاسل الدهب ومش هتندمى يا قمر"",, وهبت فجاة ووصرخت بصوت عالى عسى ان يسمعها احد وينقذها من هذا الموقف وهذا الحدث الخطير ,,"" امشى يا حيوان سيبنى امشى"" قالت هذه الجملة وهى تبعد يديه عنها ,,ولكن باءت محاولتها بالفشل ,,وعاد ليمد يده ويلمسها فى مناطق اكثر شهوة بالنسبة له واكثر حساسية عند الفتاة فهى تعرف وقد اوصتها أمها وقال لها أبوها مرارا "الفتاة يا ابنتى شرف اذا ضاع خسرتى كل شئ " وإن كانت تناقشه بحدة وأحيانا ينتهى النقاش بشجار بينها وبين أبيها فهى تحاول أن تقنعه أن أية فتاة لن تفرط في نفسها أبدا ولن تحاول أن ترمى بنفسها الي حقول الظلم والظلام ولكن يا أبي ما ذنب من أغتصبت أو تحرش بها شخص مريض ، هل تصبح يومها الفتاة_ بلا ذنب_ من الأموات ،هل نترك اللص المجرم ونكتفى بلوم الفتاة وفقط لأنها لم تستطع أن تصون نفسها ؟؟ لا يا أبي لا ..... تذكرت هذه الكلمات وهى تبكى دموعا فى قيمتها تملأ البحار ، وكانت يداه تتجسس الى جسدها فتقتل فى الانسانية معناها وتقتل فى الرجولة قيمتها وتزيد الحزن فى قلبها ،،مازال ينهش فيها كالذئب ويصول بيديه بين خديها ونهديها وجسدها,,فتحس بيديه كانه سكين يقطع فى لحمها وسيف يقتلها فى كل لمسة يلمسها لها ,,حاولت ان تدفعه بعيدا عنها ولكنه تشبث بها_ وكانها حبيبته يمنعها من الرحيل _ فانقطع الثوب فى يديه وكشف سترها وفى تلك اللحظة خرجت منه قهقهة ,,وكانه نال بذلك كنز عظيم وظن انه قطع شوطا كبيرا من مراده ,, وقال ايوة كدة يا جميل ورينى الحلاوة دى ,, ايوة كدة خليها تطرى,, وازدادت سرعته فى ملامسة الجسد وازدادت مقاومتها له وفى كل لمسة كانت تزداد الدموع,,وهى لا تفكر ولا تتكلم وتصرخ بشدة فيزيد من نهشه للحمها ., الذى اصبح شبه عارى,, واصبحت رنا فى مظهرها _بدون ذنب _ كالعاهرة ,, وفجاة لاح لها من بعيد اناس يمرون الى الشارع الاخر فصرخت تلوذ بهم وتستنجد فيهم الشهامة والرجولة التى فقدها هذا الحيوان,,ولكنهم مروا وكأن لا شئ يحدث ,,بل كانوا ينظرون الى جسدها العارى ويتحرشون بها بالنظرات,,لم يابه احد منهم بان ينقذها ولم يحاول ان يقترب منها ليقاوم هذا الذئب المفترس وكانوا يتهامسون بينهم_وهى ايه اللى ملبسها كدة  ,, وليه ماشية لوحدها ,, وعندها انهارت رنا وزادت مقاومتها فدفعته دفعة قوية اوقعته بها ,, وراحت تجرى بسرعة كبيرة وكأنه البرق يخطف بصرك ولا تراه ,, راحت تجرى وكأنها تهرب من الموت بل ما كانت تعانيه كان اشد وقعا من الموت,,راحت تجرى وتزيد من سرعتها وتعبر شارعا تلو الاخر وهى تلعن فى فكرها هذا الشعب المرض الذى لا يحمى افراده,,ولا يحاول ان ينقذ مظلوما ولا يابه بفتاة يتحرش بها الذئب ,, بل ويلومون الضحية ويتناسون الجانى ,, كانت تجرى ولا تشعر بشئ الا الهواء الذى صار يلوح بشعرها فيتموج كالبحر العاتى,,ولكن اى شعر هذا واى بحر ذاك فلقد عبث بها مجرم تعدى الحدود,, وراح يقتل فى نفسه كل معنى للانسانية وفقط ليشبع لذاته او بمعنى اخر ليعالج مرضه,,كانت تجرى ولا تشعر بجسدها العارى والذى اصابها بمظهر هو اشبه بمظهر العاهرات,, مظهر لم تختاره ولم تخطط له ,, ولم يكن يوما من الموضة ولكنه كان القدر,,اذ فجاة وبعدما عبرت الى طريق سريع تمر به السيارات وهى تتعدى سرعاتها المفروضة _وهذا ما تعود عليه الشعب المريض ,, اذ بسيارة مسرعة تصدمها فتندفع من اثر الصدمة الى الرصيف ,,فتزداد اصابتها وتلقى رنا حتفها فى تلك اللحظة ,,ماتت رنا بعدما عانته ,, ولم تعود تتحرك من مكانهااو تحاول الهرب من الذئاب فلقد هربت من الدنيا باكملها ,,وتجمع حولها اناس كثيرة من شباب وشيوخ ونساء وصاروا يقولون _""يا لحول الله شوفوا ربنا بيدينا العبرة ازاى ,, بصوا شوفوا الخواتيم ,, يا لسوء الخاتمة,,هذا جزاء العاهرات ,,فتدخل شخص اخر وقال "" ربنا يرحمها على كل حال ,, فينهره الشخص الاخر "" لا رحمة تجوز على متبرجة عاهرة كهذه المراة,,انها وبئس السيدة اختارت طريق السوء ,, اعوذ بالله من العاهرات ,, ربنا يرحمنا ويخلصنا منهم,و امتى المجتمع هينضف من الاشكال دى,,فتدخلت امراة ترتدى نقابا وهى تقتنع انه من فروض الدين وهم يقتنعون انها فى قمة التدين وفقط لمظهرها,,وقالت ربنا يلعنها ولا يرحمها ابدا دى ملعونة ومحرومة من الرحمة,,  وفى اثناء هذا الصخب المتزايد بشكل كبير وكانهم جاءوا يتفرجون على الجسد وليس ليترحموا على الانسان ,,فى اثناء هذا الصخب مر شخص كان يعرف هذا الشخص الملقى على الارض ,, كان يعرف ملامحها حاول ان يتذكرها ,, حاول ان يعيد التفكير فى ملامحها لعله يتذكر اسمها او يعرف من هى ومتى التقاها,,وكان ما يصعب عليه التفكير تلك الثرثرة وذاك الكلام المعاد عن تلك العاهرة_اقصد من ظنوها بجهلهم عاهرة_  واخيرا تذكرها  تذكر انه راءها بعد تلك الصرخة وحينما نظر اليها راى شخصا ينهش لحمها ويتحرش بها,, ولم يحاول حينها ان يقترب منها ,,لم يحاول ان يقترب من  هذا المكان ,, ولاح بفكره فى هذه اللحظة لماذا لم احاول ان انقذها ,, لماذا لم امنع هذا الشخص من ايذائها    ,,لماذا لم احاول ,, وفى اثناء ما كان يعاتب نفسه ويضع يديه على وجهه حسرة وندما ,, سمع ما يقوله الناس عن انها عاهرة متبرجة لقت مصرعها ويا لسوء الخاتمة ,,وعندما سمع هذه الكلمات اصابه الهذيان فتحول حزنه الى ضحك وسخرية وراح يسير يضرب كفا على كف,, وهو يحاول ان ينتشل عقله من كل هذه المتناقضات التى اصابته اليوم وبعدها راح يهرب من هذا المنظر وهؤلاء الاشخاص الذين ظنهم مرضى مجانين,, وبعدما اقسم على الا يترك شخصا يتحرش باية فتاة امامه وان يمنعه من ذلك حتى لو ضحى بنفسه ,,راح يسير ويقول """" خرجت تبحث عن حلمها ,, فقابلها الذئب ونهش لحمها وكسر عرضها وكشف سترها  ,, وفى النهاية  هرب الذئب وحكموا بالموت على الشاة ,,يا لسخرية القدر ويا لبؤس هذه الحياة...................!!!!!!!!!!!!!!